الجزائر أو رسمياً الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وهي دولة ذات غالبية مسلمة، تقع في شمال إفريقيا، على ساحل البحر المتوسط، تمتد الجزائر جنوبًا في عمق الصحراء، وهي الصحراء المحرمة، حيث تم تسجيل درجات الحرارة الأكثر حرارة، على سطح الأرض، والتي تشكل أكثر من أربعة أخماس مساحة البلاد، تهيمن الصحراء ومناخها الشديد على البلاد ويمثل العلم الجزائري للجزائريين الحرية والاستقلال وهوية الأمة الاسلامية حيث قدم هذا البلد العربي مليون شهيد في سبيل استقلاله وتحرره وليمتد علمه الأخضر ليروي حكاية وطنٍ حفر تاريخه في الصخر، وحلق مجده في الأعالي، والذي حاكته دماء الشهداء من الأجداد والآباء، يروي تاريخًا عريقاً من الازدهار الذي يرمز للسلام والنقاء والنمو والتطور اللامحدود، وفي هذا المقال ستتعرف معنا عزيزي القارئ عن تاريخ ومراحل تطور العلم الجزائري.

تاريخ علم الجزائر:

شكل تاريخ العلم الجزائري مختلف المراحل التي مر بها قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر وحتى الاستقلال وفيما يلي مراحل تطور العلم الجزائري.

1ـ علم الجزائر في عهد الدولة العثمانية:

تميز العلم الجزائري اثناء فترة الخلافة العثمانية هو اللون الأحمر وكان هذا اللون هو اللون الأساسي في البلدان الإسلامية.

2ـ علم الجزائر اثناء الأحتلال الفرنسي 1830م:

عند دخول القوات الفرنسية الغازية الأراضي الجزائرية سنة 1830م أنتزع العلم الأحمر من على حصن الداي، ونقلت كتب التاريخ رسمًا لعلم الداي حسين الذي كان عبارة عن قطعة من الحرير الأحمر وسطها مقص مفتوح باللون الذهبي يرمز لذو الفقار سيف الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه

3ـ العلم الجزائري أثناء مقاومة فرنسا 1933:

صممت المقاومة الشعبية بقيادة الأمير عبد القادر الجزائري لواءً جديداً  في القرن التاسع عشر أعلاه وأسفله من الحرير الأخضر ووسطه من الحرير الأبيض حيث رسمت عليه يد مبسوطة محاطة بعبارات نصر من الله وفتح قريب وناصر عبد القادر بن محي الدين مضيفًا أن كل من الرسم والكتابة كانتا باللون الذهبي حيث كانت أول ظهور لنسخة العلم الجزائري والتي كان يقصد بها الجزائر البيضاء وتونس الخضراء ويرمز اللون الأحمر لمراكش.

علم حزب نجم الشمال الأفريقي 1935:

تم التظاهر بهذا العلم في باريس سنة 1935 بمناسبة الأحتفال بالعيد الوطني الفرنسي، وفي سنة 1937 خلال المسيرة التي قادها مصالي الحاج محاطاً بأعضاء قيادة حزب نجم شمال إفريقيا حيث قام أحد أعضاء حزب نجم شمال إفريقيا بتصميم العلم الجزائري على شكله الحالي واسمه حسين بن أشنهوالذي كان متواجدا بالعاصمة الفرنسية باريس حيث كان يدور العلم حول الاستقلال بجميع الوسائل 

4ـ العلم الجزائري ومظاهرات 8 مايو 1945:

أما العلم الجزائري فقد ظل بشكله الحالي ورسم في أبريل 1945 من طرف لجنة ثلاثية شكلت بقرار من اللجنة المديرة لحزب الشعب الجزائري من أجل استعادة السيادة الوطنية وتكونت اللجنة من جحسين عسلة والشاذلي المكي وشوقي مصطفاي حيث استلهمت اللجنة فكرة تصميم العلم من راية الأمير عبد القادر إلى جانب نسخة علم حزب نجم شمال إفريقيا وتضمن العلم قسمين متساويين أخضر وابيض من جهة العمود أو السارية بينهما هلال ونجمة باللون الأحمر وقد أعطيت دلالة كل لون، وحمله الكشاف سعال بوزيد لأول مرة، وكان الشاب بوزيد أول شهيد سقط في هذه المظاهرات ويتضمن العلم قسمين متساويين ملونين بالأخضر والأبيض (يكون القسم الأخضر من جهة العمود أو السارية) وبينهما هلال ونجمة باللون الأحمر، وقد أعطيت دلالة لكل لون ورمز فالأبيض رمز السلم بين البشرية والأخضر التطلع إلى التقدم والرخاء أما الأحمر فهو رمز فضيلة العمل الإنساني والهلال والنجمة دلالة للانتماء إلى الإسلام.

5ـ العلم الجزائري اثناء الاستقلال 1962:

نالت الجزائر استقلالها عام 1962 بعد كفاح طويل قدم في سبيله أكثرمن مليون ونصف المليون شهيد وفي اليوم الثالث من أبريل عام 1962 تم اعتماد العلم رسميا في اجتماع مجلس الوزراء الجزائري، ويتألف العلم الحالي من لونين هما الأخضر و الأبيض ويتوسط العلم هلال و نجمة خماسية ذواللون الأحمر ويرمز اللون الأبيض في العلم للسلام والنقاء والأخضر للتقدم و الرخاء أما اللون الأحمر فيشير الى دماء شهداء ثورة التحريروالهلال و النجمة الخماسية ترمزان للاسلام بصفته دينا رسميا للبلاد.

دلالات وألوان العلم الجزائري:

 

يتكون علم جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية من خطين متساويين العرض بلون أخضر وأبيض عند الشريط الحدودي حيث يوجد هلال أحمر بالمنتصف ويحيط بنجمة خماسية الرؤوس

1ـ اللون الأخضر: يمثل اللون الأخضر من الألوان التقليدية للإسلام ويمثل ايضاً ثروات الجزائر وخيرها.

2ـ اللون الأحمر: يدل اللون الأحمر على دماء الشهداء والتضحيات التي قاموا بها لاجل  استقلال الجزائر في ثورة التحرير (1954 إلى 1962).

3ـ اللون الأبيض: يدل اللون الأبيض على السلام الذي سعى لأجلة الشعب الجزائري.

4ـ رمز الهلال والنجمة: تم استخدام الهلال من العلم التركي ويرتبط تقليدياً بالإسلام أيضًا.

صاحب تصميم العلم الوطني الجزائري:

تعود فكرة التصميم للعلم الوطني الجزائري على حسب ما ذكره المؤرخون إلى سنة 1929م، وهو العام الذي فكر فيه مصالي الحاج في علم للجزائر يرمز للحرية بعدما أصبح يردد ويطالب باستقلال الجزائر منذ عام 1927م، وقد كان ذلك في مدينة بروكسل بلجيكا، ومع مرور الزمن أصبحت هذه الفكرة حلمًا لا بد من تحقيقه، واعتُمد نجم شمال أفريقيا هذا المبدأ بين العامين 1933-1934 للميلاد، عندما اعتمد راية لها، فيها ألوان الأبيض والأخضر والأحمر، وكان ذلك للتعبير على الوحدة الواحدة للدول الثلاثة الموجودة في شمال أفريقيا جيث ظهر العلم بالشكل الحالي الذي عليه للمرة الأولى خلال المظاهرات الجويلية في اليوم 17 من عام 1937 للميلاد، وقد كان ذلك في بلكلور بالجزائر، ويعود تصميم العلم وحياكته لزوجة الشخص الذي صممه، مصالي الحاج قبل وقوع المظاهرات بعدة أيام، والأصل في العلم الأصلي يعود للأمير عبد القادر المؤسس الأول للدولة الجزائرية الحديثة والزعيم للمقاومة الشعبية ضد الاستعمار والاحتلال الفرنسي، الذي بدوره تبنى راية مغايرة للراية التي كانت معتمدة قبل دخول القوات الفرنسية للجزائر فاختفى العلم الأحمر الذي ميزة في فترة الحكم العثماني للجزائر منذ نحو القرن السادس عشر لحين انتزاع القوات الفرنسية الغاصبة لهذا العلم من فوق قلعة ملاي حسن بالجزائر، وقد كان ذلك في 4 يوليو من عام 1830 للميلاد.